أبو المعالي المشرف بن المرجى بن ابراهيم المقدسي المتوفى نحو(450ه/ 1058م)
اسمه ونسبه وكنيته ونشأته ووفاته
الكلمات المفتاحية:
.الملخص
شكل الاهتمام بتدوين تواريخ المدن هاجساً في كتابات المؤرخين والعلماء، ليكتبوا عن فضائل مدنهم وتواريخها، وما يتصل بها، دينياً، وسياسياً وحضاريا، وتاريخياً واجتماعياً، لتأتي كتاباتهم رافداً عذباً زود الدراسات الإسلامية بالكثير من الجوانب المتعلقة بهذه المدن، التي لولاها لبقيت بعض الجوانب يشوبها الغموض واللبس تجاه تلك المدن.
ومن أبرز المؤلفات التي تخص تواريخ المدن كتاب " فضائل بيت المقدس"، لأحد كبار التأليف في التاريخ الإسلامي، وهو أبو المعالي المشرف بن المرجى بن ابراهيم المقدسي، من علماء بيت المقدس في القرن الخامس الهجري الذي أولى البقعة المباركة بيت المقدس بوافر الاهتمام، وكان له منهج خاص في تدوين تاريخها، مركزاً على جوانبها المتعددة وما يخصها، ابتداءً من خلقها وحتى خلافة المهدي العباسي(158ه-775م/-785م)، وحرص أبو المعالي أن يلم القارئ بجميع ما اتصل ببيت المقدس من أحكام ومستحبات وعبادات وغير ذلك مما يطول ذكره.
وتبرز أهمية كتاب فضائل بيت المقدس ومصادره، في احتوائه على مادة دينية كبيرة، ويظهر ذلك من خلال الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية المتعلقة ببيت المقدس ملحقاً الشام بها كونها جزء من أرضه، وأنواع العبادات التي تستوجب ممارستها فيهما، وعرضه الروايات التي يقصد منها اجتذاب الزوار إلى بيت المقدس، واهمية الإقامة فيها والرباط، وقيمة الصلاة والصيام والزكاة وفعل الخير فيها وتجنب السيئات المضاعفة لعظم وقداسة بيت المقدس، فضلاً عن احتواء الكتاب على مادة تاريخية كبيرة، التي كانت موضع اهتمام المؤرخين فيما بعد، التي أوقفتنا على معالم الحياة الدينية، والتاريخية، والسياسية نوعا ما، والأحداث المتعلقة ببيت المقدس من ملاحم وفتن تكون في آخر الزمان، إذ أصبح أبو المعالي مصدراً لكثير من المؤرخين بعده ممن أهتموا بالكتابة حول تأريخ بيت المقدس.
ومن الاسباب التي دفعتني لاختيار دراسة كتاب أبو المعالي منهجا وموردا، هو رغبة وحباً للبقعة المباركة بيت المقدس أولا، ولعلم الحديث والرجال ثانياً، وأيضا محاولا إفادة القارئ في بيان مصادر المؤلف التي لم صرح بها في كتابه، راجياً تقديم ما يناسب قيمة الكتاب العلمية التي غفلت عنه الدراسات الحديثة، ولأثبت بذلك الكثير من موارده بالمقارنة.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث، هي اثبات ما غفلت الدراسات الحديثة عنه، بما يخص اسم المؤلف، وحياته وعصره وشيوخه وتلاميذه ورحلاته العلمية، والعديد من مصادره التي لم يصرح بها، لتأتي دراستنا بما يغلب الظن لدينا أنها الأولى عن المصنف.
المراجع
( ) العليمي، مجير الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي(ت928ه)، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، تحقيق: عدنان يونس عبد المجيد نباتة، ط1، (عمان، مكتبة دنديس، 1420ه/1999م)، ج1، ص298-299.
( ) المقدسي: هذه النسبة إلى بيت المقدس، وهي البلدة المشهورة التي ذكرها الله تعالى في القرآن في غير موضع، وفيها المسجد الأقصى، وقبة الصحراء والمواضع الشريفة، وكان إليها قبلة المسلمين سبعة عشر شهرا أول ما قدم رسول الله )) المدينة. ينظر: السمعاني، عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي(ت562ه)، الأنساب، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وآخرون، ط1، (حيدر آباد، مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1382ه/1962م)، ج12، ص389-390؛ ابن الاثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني(ت630ه)، اللباب في تهذيب الأنساب، ط1، (بيروت، دار صادر، 1400ه/1980م)، ج3، ص246؛ السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر، (ت911ه)، لب اللباب في تحرير الأنساب، د.ط، (بغداد، مكتبة المثنى، 1964م)، ص250.
( ) ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله (ت597ه)، تاريخ دمشق، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمرو بن غرامة العمروي، ط1، (بيروت، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415ه/1995م)، ج58، ص205-206.
( ) ابن عساكر، تاريخ دمشق،ج1، ص121.
( ) ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي(ت626ه)، معجم البلدان، ط2، (بيروت، دار صادر، 1995م)، ج1، ص521.
( ) أبو المعالي، المشرف بن المرجى بن ابراهيم المقدسي(ت492ه)، فضائل بيت المقدس، تحقيق، ايمن نصر الدين الأزهري، ط1، (بيروت، دار الكتب العلمية، 1422ه/2002م)، ص343.
( ) أبو المعالي، فضائل بيت المقدس، ص343-345.
( ) الوِجادة: بكسر الواو، لما أُخذ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة، وهي أيضاً أن يقف الراوي على أحاديث بخط راويها لا يرويها الواجد فله أن يقول وجدت أو قرأت بخط فلان، أو في كتابه بخطه حدثنا فلان، ويسوق الإسناد والمتن، أو قرأت بخط فلان عن فلان، هذا الذي استقر عليه العمل قديما وحديثا، وهو من باب المنقطع، وفيه شوب اتصال، وجازف بعضهم فأطلق فيها حدثنا وأخبرنا، وأُنكِر عليه. ينظر: ابن الصلاح، أبو عمرو تقي الدين عثمان بن عبد الرحمن(643ه)، معرفة أنواع علوم الحديث، تحقيق: ماهر ياسين الفحل وعبد اللطيف الهميم، ط1، (بيروت، دار الكتب العلمية، ١٤٢٣ه/٢٠٠٢م)، ص288؛ السخاوي، شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي(ت٩٠٢ه)، فتح المغيث بشرح الفية الحديث، تحقيق: علي حسين علي، ط1، (مصر، مكتبة السنة، ١٤٢٤ه/٢٠٠٣م)، ج3، ص23؛ السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، ط3، (القاهرة، مكتبة التراث، 1426ه/2005م)، ص311-312.
( ) ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص470.
( ) قَيسارِيّة: بلد على ساحل بحر الشام تعدّ في أعمال فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام، وكانت قديما من أعيان أمهات المدن واسعة الرّقعة طيبة البقعة كثيرة الخير والأهل. ينظر: ابن خرداذبة، أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله (ت نحو280ه)، المسالك والممالك، ط1، (بيروت، دار صادر، أفست ليدن، 1989م)، ص255؛ الاصطخري، أبو اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي(ت346ه) المسالك والممالك، تحقيق: محمد جابر عبد العال الحيني، ط1، (القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ٢٠٠٤م)، ص48؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص421.
( ) ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج52، ص293.
( ) الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز(ت748ه)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: بشار عوّاد معروف، ط1، (بيروت، دار الغرب الإسلامي، 2003م)، تاريخ الاسلام، ج6، ص188، ج8، ص184.
( ) الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي، الاعلام، ط15، (بيروت، دار العلم للملايين، 2002م)، ج7، ص227.
( ) أبو المعالي، فضائل بيت المقدس، ص3.
( ) خورشيد، إبراهيم زكي وآخرون، موجز دائرة المعارف الإسلامية، ط1، (الشارقة، مركز الشارقة للإبداع الفكري، ١٤١٨هـ /١٩٩٨م)، ج26، ص8121، 8127.
( ) الذهبي، تاريخ الإسلام، ج6، ص188.
( ) الذهبي، تاريخ الاسلام، ج 6، ج188.
( ) حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني(ت1067ه)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ط1، ( بغداد، مكتبة المثنى، 1941م)، ج2، ص1277.
( ) الباباني، إسماعيل بن محمد أمين بن مير سليم الباباني البغدادي، هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، ط1، (استانبول، وكالة المعارف الجليلة، د.ت)، ج2، ص432.
( ) كحالة، عمر بن رضا، معجم المؤلفين، د. ط، (بيروت، مكتبة المثنى، دار التراث العربي، د.ت)، ج12، ص235.
( ) ينظر: السمعاني، الأنساب، ج6، ص173؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج10، ص729؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف: شعيب الأرناؤوط ط3، (بيروت، مؤسسة الرسالة، 1405ه/1985م)، ج19، ص178-179؛ الزركلي، الأعلام، ج7، ص286.
( ) العسلي، كامل جميل، في فضائل بيت المقدس دراسة وببلوغرافيا، جمعية المكتبات و المعلومات الأردنية، عدد1، سنة 1981م، مج 16، ص12.
( ) صور: هي مدينة من أحصن الحصون، التي على شطّ البحر، عامرة خصبة، ويقال إنّها أقدم بلد بالساحل، وإنّ عامّة حكماء اليونانيّة منها. ينظر: ابن حوقل، أبي القاسم محمد بن حوقل النصيبي(ت بعد367ه)، صورة الأرض، ط2، (بيروت، دار صادر، أفست ليدن، 1938م)، ج1، ص174؛ المقدسي البشاري، أبو عبد الله محمد بن أحمد(ت نحو380ه)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط3، (القاهرة، مكتبة مدبولي، 1411ه/1991م)، ص184؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج3، ص434.
( ) ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج1، ص122؛ والرواية ذكرها أيضاً ابن منظور. ينظر: ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الانصاري الرويفعى الإفريقى (ت711ه)، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، تحقيق: روحية النحاس وآخرون، ط1، (دمشق، دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر، 1402ه/1984م)، ج24، ص317.
( ) القاهرة، المكتبة الأزهرية، الاسنى في محل الاسراء في فضائل المسجد الاقصى، رقم 3971/ اباظه6330.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
:حقوق الطبع والنشر والترخيص
بالنسبة لجميع البحوث المنشورة في مجلة دراسات في التاريخ والآثار، يحتفظ الباحثون بحقوق النشر. يتم ترخيص البحوث بموجب ترخيص Creative Commons CC BY 4.0 المفتوح ، مما يعني أنه يجوز لأي شخص تنزيل البحث وقراءته مجانًا. بالإضافة إلى ذلك ، يجوز إعادة استخدام البحث واقتباسه شريطة أن يتم الاستشهاد المصدر المنشور الأصلي. تتيح هذه الشروط الاستخدام الأقصى لعمل الباحث وعرضه.
:إعادة إنتاج البحوث المنشورة من الناشرين الآخرين
من الضروري للغاية أن يحصل الباحثون على إذن لإعادة إنتاج أي بحث منشورة (أشكال أو مخططات أو جداول أو أي مقتطفات من نص) لا يدخل في نطاق الملكية العامة أو لا يملكون حقوق نشرها. يجب أن يطلب الباحثون إذنًا من مؤلف حقوق النشر (عادة ما يكون الناشر).
يطلب الإذن في الحالات التالية:
بحوثك الخاصة المنشورة من قِبل ناشرين آخرين ولم تحتفظ بحقوق النشر الخاصة بها.
مقتطفات كبيرة من بحوث أي شخص أو سلسلة من البحوث المنشورة.
استخدم الجداول والرسوم البيانية والمخططات والمخططات والأعمال الفنية إذا لم يتم التعديل عليها.
الصور الفوتوغرافية التي لا تملك حقوق لنشرها.
لا يطلب الإذن في الحالات التالية:
إعادة بناء الجدول الخاص بك مع البيانات المنشورة بالفعل في مكان آخر. يرجى ملاحظة أنه في هذه الحالة يجب عليك ذكر مصدر البيانات في شكل "بيانات من ..." أو "مقتبس من ...".
تعتبر عروض الأسعار القصيرة معقولة الاستخدام العادل ، وبالتالي لا تتطلب إذنًا.
الرسوم البيانية ، الرسوم البيانية ، المخططات ، الأعمال الفنية التي أعاد الباحث رسمها بالكامل والتي تم تغييرها بشكل ملحوظ إلى درجة لا تتطلب الاعتراف.
الحصول على إذن
لتجنب التأخير غير الضروري في عملية النشر ، يجب أن تبدأ في الحصول على أذونات في أقرب وقت ممكن. لا يمكن لمجلة الآداب نشر بحث مقتبس من منشورات أخرى دون إذن.
قد يمنحك مالك حقوق الطبع والنشر تعليمات بشأن شكل الإقرار الواجب اتباعه لتوثيق عمله ؛ بخلاف ذلك ، اتبع النمط: "مستنسخ بإذن من [المؤلف] ، [كتاب / المجلة] ؛ نشره [الناشر] ، [السنة]." في نهاية شرح الجدول ، الشكل أو المخطط.