الحسبة ودورها في مراقبة الاطباء والمحافظة على الصحة في العصر الفاطمي
الملخص
الحسبة ([i]) ودورها في مراقبة الأطباء والمحافظة على الصحة في العصر الفاطمي:
لوظيفة الحسبة أهمية كبيرة في الدولة الفاطمية ، فقد أهتم جميع الخلفاء الفاطميين بهذه المؤسسة الإدارية المهمة وعهدوا بها إلى رجال أكفاء لإدارتها وتولية أمورها ([ii]).
يقول ابن الطوير ([iii]): " كانت دكة المحتسب في مدة الخلفاء الفاطميين بمكان منفرد تعرف به، وموضعها الان بين المكان المعروف بالأبازره ([iv]) والمكان المعروف بمكسر الحطب بجوار سوق القصارين ([v])، ولم تزل هناك إلى آخر وقت".
([i]) الحسبة: لغة معناها المثوبة، والأجر. تقول : فعلت هذا الشيء حسبة لوجه الله، أي تطوعاً لاتطلب عليه أجراً. وهناك من يقول ان الحسبة في اللغة معناها " الانكار " ، بمعنى أحتسب فلان على فلان أي أنكر عليه قبيح عمله.
واصطلاحاً: هي الأمر بالمعروف اذا ظهر تركه، والنهي عن المنكر اذا ظهر فعله.
والحسبة وظيفة دينية ، وهي فرض قائم بأمور المسلمين، وكان صاحبها يختار من المعممين من يكون اهلاً لذلك المنصب، وله الحق في أختيار أعوان له على ذلك، ويبحث في المنكرات، ويحمل الناس على المصالح العامة، وللمحتسب النظر والحكم فيما يصل إلى علمه، وليس له امضاء الحكم في الدعاوى مطلقاً، بل فيما يتعلق بالغش والتدليس في المعايش وغيرها من المكاييل والاوزان. أنظر: ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، (ت: 808هـ/ 1406م)، المقدمة، تحقيق: هيثم جمعه هلال، ط1، (بيروت: مؤسسة المعارف، 2007م) ، ص 247؛ العجلاني، منير، عبقرية الإسلام في أصول الحكم، ط1، (بيروت: دار الكتاب الجديد، 1965م)، ص 335 ؛ الأبيض، أنيس، بحوث في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، ط1، ( لبنان : جروس للطباعة والنشر، 1994م)، ص 65 ومابعدها؛ الجواري، فتحي عبد الرضا، دور نظام الحسبة الشرعية وجهاز الادعاء العام في حماية الهيئة الاجتماعية، ط1، (بغداد: د . مط ، 2002م)، صص 17-18.
([ii]) نلاحظ ان اهتمام الخلفاء الفاطميين بهذه المهنة كان منذ وقت مبكر من قيام دولتهم في مصر، واستمر هذا الأمر حتى سقوط الدولة الفاطمية، ونتلمس من خلال النصوص المتوفرة لدينا بأن أهتمام الخليفتين المعز لدين الله، والعزيز بالله الفاطمي بمنصب الحسبة جعلهما يوليان الوزير يعقوب بن كلس، وعسلوج بن الحسين لهذه المهمة، كما واهتم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بالحسبة ومراقبة الأسواق، وقام بنفسه بمراقبة الأسواق وأصحاب الحرف والصناعات لمنع الغش، وكان يعاقب المخالف عقاباً صارماً. أنظر: ابن ميسر، تاج الدين محمد بن علي بن يوسف، ( ت: 677هـ/ 1278م)، المنتقى من أخبار مصر، تحقيق: أيمن فؤاد سيد، (القاهرة: مطبعة المعهد العلمي، 1981م)، ج2، صص 162-163؛ المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي ، ( ت : 845هـ/ 1442م)، اتعاظ الحنفا باخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، تحقيق: جمال الدين شيال، (القاهرة: مؤسسة دار التحرير، 1967م)، ج2، ص 46؛ الاسحاقي، محمد عبد المعطي ابي الفتح بن علي، أخبار الأول فيمن تصرف بمصر من ارباب الدول، ط1، (د.م: د.مط، د.ت)، ص 112 ؛ كاشف، سيدة إسماعيل، مصر الإسلامية واهل الذمة، ط1، (د.م: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1993م)، ص 57؛ ماهر، سعاد، أثر الفنون التشكيلية الوطنية على فن القاهرة في العصر الفاطمي، بحث منشور ضمن كتاب: أبحاث الندوة الدولية لتاريخ القاهرة، ط1، (القاهرة: د. مط، 1971م)، ص 523.
([iii]) ابن الطوير، ابو محمد المرتضى عبد السلام الحسن القيسراني، (ت : 617هـ/ 1220م)، نزهة المقلتين في اخبار الدولتين ، تحقيق : ايمن فؤاد سيد، ط1، (بيروت: دار صادر، 1992م) ، ص 116.
([iv]) الابازرة: هو عبارة عن سوق فيما بين البندقائيين والمصمودية بخط مكسر الحطب، وفيه أيضاً عدة أسواق ودور. المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية ، تحقيق: محمد زينهم ومديحة الشرقاوي، ط1، (القاهرة: مكتبة مدبولي، د.ت)، ج2، ص 442.
([v]) سوق القصارين: لم يرد في المصادر ذكر هذا السوق، لكن كما ينوه المقريزي ان سوق الابازرة كان يحوي عدة أسواق فرعية، ومن المؤكد ان سوق القصارين كان بخط مكسر الحطب ضمن سوق الابازرة.
التنزيلات
منشور
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2020 ا.د. ناجي حسن الموسوي, كلارا عزيز فرنسيس
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.
:حقوق الطبع والنشر والترخيص
بالنسبة لجميع البحوث المنشورة في مجلة دراسات في التاريخ والآثار، يحتفظ الباحثون بحقوق النشر. يتم ترخيص البحوث بموجب ترخيص Creative Commons CC BY 4.0 المفتوح ، مما يعني أنه يجوز لأي شخص تنزيل البحث وقراءته مجانًا. بالإضافة إلى ذلك ، يجوز إعادة استخدام البحث واقتباسه شريطة أن يتم الاستشهاد المصدر المنشور الأصلي. تتيح هذه الشروط الاستخدام الأقصى لعمل الباحث وعرضه.
:إعادة إنتاج البحوث المنشورة من الناشرين الآخرين
من الضروري للغاية أن يحصل الباحثون على إذن لإعادة إنتاج أي بحث منشورة (أشكال أو مخططات أو جداول أو أي مقتطفات من نص) لا يدخل في نطاق الملكية العامة أو لا يملكون حقوق نشرها. يجب أن يطلب الباحثون إذنًا من مؤلف حقوق النشر (عادة ما يكون الناشر).
يطلب الإذن في الحالات التالية:
بحوثك الخاصة المنشورة من قِبل ناشرين آخرين ولم تحتفظ بحقوق النشر الخاصة بها.
مقتطفات كبيرة من بحوث أي شخص أو سلسلة من البحوث المنشورة.
استخدم الجداول والرسوم البيانية والمخططات والمخططات والأعمال الفنية إذا لم يتم التعديل عليها.
الصور الفوتوغرافية التي لا تملك حقوق لنشرها.
لا يطلب الإذن في الحالات التالية:
إعادة بناء الجدول الخاص بك مع البيانات المنشورة بالفعل في مكان آخر. يرجى ملاحظة أنه في هذه الحالة يجب عليك ذكر مصدر البيانات في شكل "بيانات من ..." أو "مقتبس من ...".
تعتبر عروض الأسعار القصيرة معقولة الاستخدام العادل ، وبالتالي لا تتطلب إذنًا.
الرسوم البيانية ، الرسوم البيانية ، المخططات ، الأعمال الفنية التي أعاد الباحث رسمها بالكامل والتي تم تغييرها بشكل ملحوظ إلى درجة لا تتطلب الاعتراف.
الحصول على إذن
لتجنب التأخير غير الضروري في عملية النشر ، يجب أن تبدأ في الحصول على أذونات في أقرب وقت ممكن. لا يمكن لمجلة الآداب نشر بحث مقتبس من منشورات أخرى دون إذن.
قد يمنحك مالك حقوق الطبع والنشر تعليمات بشأن شكل الإقرار الواجب اتباعه لتوثيق عمله ؛ بخلاف ذلك ، اتبع النمط: "مستنسخ بإذن من [المؤلف] ، [كتاب / المجلة] ؛ نشره [الناشر] ، [السنة]." في نهاية شرح الجدول ، الشكل أو المخطط.